الهداية منه سبحانه
ابنك من المتميزين ، ليس لأنك الأب الذي ليس مثله أب ، بل لهداية الله له ، ولطفه بك ..
زوجتك تحبك وترضيك ، ليس لأنك سيد الرجال وآسر القلوب ، لكنه لطف الله دخل قلب زوجتك وحببها فيك ، فتقبلت منك ما لم تتقبله مثيلاتها من أزواجهن ..
القبول الذي وضعه الله لك عند مديرك وزملاء عملك ، ليس لأنك أنبغ الموظفين ، لكنه فضل الله عليك ..
أحيانا تغيب عن بعضنا مثل هذه المعاني ، فيكلنا الله إلى أنفسنا ، فيعوجّ منا المستقيم ويفسد من أمورنا ما كان صالحاً ..!!
الهدايات سماوية ، والقبول ، والرزق ، والصلاح ، كلها عطاءات ربانية محضة ، وما نحن إلا أسباب بسيطة ، فأنت لست أفضل من نوح عليه السلام ، ولا أكرم على الله من لوط عليه السلام ..
أقول هذا الكلام لكثرة ما لاحظت من انتفاخ البعض وتعاليه المتواري خلف بعض كلماته ، وهو يتحدث عن بنت صديقه المبتلاة ، أو عن زوجة جاره المتسلطة ، أو عن ولد قريبه المنحرف ، فيسرع في عقد المقارنات والتلميحات التي تنتقص من بيت غيره ، وتعلي من شأن نفسه وبيته ، وكأنه أخرج الهدايات من جيبه وأعطاها أهله وولده ..!!
فاسد اليوم ، قد يكون صالح الغد .. وصالح اليوم ، ربما يكون فاسد الغد ، بسوء طوية من ظن نفسه هو المصلح الهادي ..
نحن بغير الله لا شيء ، ولولا تفضل الله على إبراهيم عليه السلام ما أعطاه الغلام العليم ..
نعم ، لا بد من تعبك وتربيتك وحسن تعهدك لأهل بيتك ، لكن مع يقينك أنك مجرد سبب ، ونجاح السبب من عدمه عند سيدك لا عندك ..
فاستقيموا رحمكم الله يا أصحاب العُجب الخفي .. فلولا الله ما نزل على بيت ولا على قلبٍ هُداه .♡
( *اللهم اهدنا فيمن هديت* ).
|